الجمعة، 8 يونيو 2012

مصر والفيلم الهندي


مصر والفيلم الهندي
هذه المقالة عبارة عن اني بفرغ تسعين ف المية م اللي ف دماغي في السطور اللي جاية ديه:
ملحوظة : عزيزي القارئ متستغربش  لو لقيت نفسك متلخبط بس فعلاً الوضع المصري بيلخبط زيه زي الفيلم الهندي.
مقدمة : من ساعة ما اخدت الاجازة وانا بشوف الافلام الهندي بشكل كبير (مع اني اصلاً مش بحب الافلام وتحديداً الاجنبي ) , بس شفت افلام هندي في هذه المدة من نوعية ان ممكن يبقى اتنين اخوات ماشيين ف الشارع يلاقوا طفلة ياخدوها يربوها تطلع امهم والكلام ده كله ولكن لما قعدت ابص للامور بشكل دقيق واقارن الافلام الهندي اللي بقيت مدمن متابعتها مع الواقع المصري ف الساحة السياسية لقيت تشابه كبير بين الاتنين بل اقدر اقولكم ان الفيلم الهندي اكثر واقعية من الواقع المصري , اي ان الفيلم الهندي اللي بيبقى كله عبارة عن حاجات غير عقلانية اعقل مليون مرة م اللي احنا بنشوفه دلوقتي في مصر .

في الفيلم الهندي الامور بتتغير في ثواني معدودة وبتلاقي مليون مشهد استعراضي وتلت الاف اغنية واغنية , وفي الحالة المصرية فعلاً الامور كدة تتغير ف ثواني وعندنا  استعراضات مفيش اكتر منها اسمها اشتباكات محمد محمود ومنصور ومجلس الوزرا  والاغاني عملنا مليون اغنية من يوم 25 يناير لحد دلوقتي,  وحاسس ان مبارك ممكن في الاخر يطلع هو قائد الثورة تكملة لان ده فيلم هندي .
كل حاجة غلط كل حاجة بالعكس كل حاجة مش مظبوطة كله مضروب , كله بالمشقلب , مفيش حاجة عدلة قوى ثورية ساذجة وناس فاهمة ان الشرعية الثورية هي الاعتصام في ميدان التحرير, وناس تانية لسة فاكريين ان الاخوان جزء من الثورة بالرغم من كل البلاوي اللي بيعملوها , وشعب مغفل او تايه او ف مكان غير المكان مات على الاقل الف شهيد من 25 يناير ل28 يناير ل2فبراير ل8 ابريل ل9اكتوبر  ل19نوفمبر ل17ديسمبر ل1فبراير 2012 ل3فبراير 2012 ل4 مايو 2012 , ف كل مرة من دول راح من الشعب ناس اياً كان الضحايا وبالرغم من اعتراضي على 4 مايو 2012 ولكن برضوا مينفعش ننسى المهم ان بعد كل ده وبعد الاف الجرحى والمصابيين ومنهم اللي عمره ما هيشوف تاني يعني عمره ما هيشتغل ...الخ من اللي بيجرى لهم . بعد كل ده الناس رايحة تنتخب شفيق . كنا لما  بنروح نتظاهر ونقف ضد مبارك ونحتج كان يطلع علينا شوية بشر يقولوا مبارك حلو وكويس بس اللي حواليه هما اللي اي كلام ومش كويسيين  وبعد ده يروحوا ينتخبوا احمد شفيق اللي هو كان واحد من اللي حوالين مبارك .
عارفيين ايه المشكلة اللي مش مخلية الشعب مع الثورة بكل قوته ؟؟؟
اقولكم انا
من حتى ايام ال18 يوم  كان ميدان التحرير عبارة عن كام متر مغلقيين وسط القاهرة كل القاهرة بتتكلم وبتتناقش وبتحلل وتخش جوا المكان ده تلاقي دنيا غير الدنيا ناس غير الناس شبه اللي برة شوية فعلاً ولكن كان محافظة جوا المحافظة وكذلك كل ميدان من ميادين التحرير في كل مصر كانوا عبارة عن كام متر مقفوليين جوا كل محافظة من دول يعني نقدر نقول ان ميادين التحرير كانت مصر غير مصر مكان غير اللي برة تماماً .
بعد كدة بقى نخش على الجيش والشعب ايد واحدة وده فيلم هندي لوحده , يوم 28 يناير كانت هزيمة للشرطة ونزل بقى الجيش واول نزوله تم ضربهم من اللي كانوا ف التحرير وقتها , والجيش كان محتاج يكسب ثقتهم عشان يعرف يمشي اموره فطلع هتاف اسمه الجيش والشعب ايد واحدة وعمل كام تصرف يقول انه مع الثورة والثوار عشان ميقلبوش عليه ويخرجوه من انه جزء من النظام اللي الناس عاوزه تسقطه (علماً ان اصلاً أغلب اللي كانوا في ميدان التحرير وميادين التحرير الأخرى ميعرفوش ايه هو النظام بالظبط بس ما علينا ) وبالتالي الثوار لانهم فاقديين لكتير من الخبرة ومعرفة كتير من الامور اللي كان من الضروري انهم يبقوا عارفيين بها قبل التحرك يوم 25 يناير تم استغلالهم واتعمل عليهم الفيلم ده وصدقوا فعلاً ان الجيش بيحمي الثورة (علماً بان الجيش ساب الجمال تخش ميدان التحرير يوم 2 فبراير ومعملش اي حاجة) وحتى بعض فضهم لاعتصام 25 فبراير 2011 برضوا كتير قالوا ديه مؤامرة والجيش معانا وبعد 9 مارس بدأ اخيراً البقر يفوقوا شوية بشوية ويفهموا اللعبة بس للاسف كتير لسة لحد النهاردة مادركوش بان الجيش على بعضه منظمة فاسدة ولزم تنضف من جواها مش مجرد انك تشيل مجلس القلل والعار .
حاجة كمان من ضمن الافلام الهندية اللي بتحصل وهي الفلول , الفلول المفروض انهم بقايا النظام القديم اللي راح وانتهى ولكن الحقيقة ان مفيش حاجة اسمها فلول ليه بقى !ّ!!!؟؟؟؟؟ لان النظام موقعش اصلاً وان النظام هو هو من غير اي تغيير يبقى ازاي اسمهم فلول او بقايا نظام ساقط او بائد وهو لا سقط ولا بقى بائد ولا اي حاجة يعي مفيش حاجة اسمها فلول يبقى الفلول دول ايه ؟؟ فيلم هندي برضوا.
نخش على برضوا فيلم هندي كبير اسمه المحاكمة بتاعة مبارك وبتاعة الظباط والعالم ديه .
لما بدأت المحاكمات الناس كانت فرحانة والجيش الصراحة عمل الموضوع ده عشان يسكت الرأي العام حبة حلويين ويريح دماغه وطلع بقى شوية الصيع اللي هما بيجيبوهم دول يقولوا القضاء المصري الشريف الطاهر العفيف ويأيدوا محاكمتهم امام القضاء العادي وبرضوا مبارك اصروا على محاكمته امام محكمة مدنية وطبعاً الناس صوتها راح وهما بيقولوا ان المحاكمة بالقوانين ديه هتبقى مضروبة ومفيش محاكمة من دول حقيقية  لانهم مفصليين القوانين على مقاسهم وكتير من القتلة مقننين وضعهم بطريقة تسمح لهم انهم يطلعوا برائة , يعني المحاكمات كانت فيلم هندي برضوا بحيث ان يبقى اسم الناس اتحاكمت قدام قضاء عادل نظيف محترم شامخ ويسكتوا الناس .
نخش على الفيلم اللي بعده اسمه الاشتباكات :
هنبدأ باشتباكات محمد محمود في نوفمبر 2011 .
يوم الجمعة 18 نوفمبر كان دعى حازم ابو اسماعيل لمليونية  بميدان التحرير وتحرك معه عدد من القوى الثورية ومصابي الثورة بالاضافة طبعاً للقوى الاسلامية اللي كان ليها السيطرة على الميدان بسبب حشدها اللي بتعمله من جميع المحافظات , وكان في نية للاعتصام التام ولكن ابو سماعيل وولاده خلعوا , تبقى مصابي الثورة اللي فضلوا في اعتصامهم وفي الصبح كدة تحركت قوات الشرطة من شارع محمد محمود وفضت اعتصام مصابي الثورة وهي اصلاً بقالها فترة هي والجيش بيفضوا اي اعتصام ب القوه فدخلوا وفضوا ولكن هذه المرة فضوها ف الناس رجعت اكتر وحصلت اشتباكات عنيفة داخل شارع محمد محمود بين قوات الشرطة والجيش من ناحية ومن الناحية التانية الثوار وكان الشارع مليان بالثوار اللي واقفيين ضد قوات الداخلية والميدان وراهم مليان على أخره (ولكن برضوا فضل هذا المكان محافظة داخل المحافظة فكانت الامور تسير خارج الميدان بشكل طبيعي وعادي جداً ولكن جوا الميدان تختلف الامور ) المهم فضلت الاشتباكات كام يوم الناس كان عندها حالة غضب من الداخلية بس مكنتش من نوع 28 يناير  يعني مش من نوع يا احنا يا هما في الدنيا دي يعني مش من نوع الارض متشيلناش احنا الاتنين , استمرت الاشتباكات من يوم السبت ليوم الاربع بالليل او فجر الخميس يعني لما راحت عربيات اسمنت وطوب وحجارة تبني حاجز يمنع ما بين التحرير وشارع محمد محمود عشان تقف الاشتباكات , وفعلاً وقفت الاشتباكات كان الميدان يوم الخميس ويوم الجمعة هادي ومحدش عنده نية استكمال الامور وخلاص يلا مش مشكلة ومفيش اي حاجة , ومرت الايام واتنقل الاعتصام لقدام مجلس الوزرا والجيش حب يفضه عمل خناقة ودخل يفض الاعتصام وحصلت اشتباكات بس كانت اقل بكتير من اللي كانت قبلها ويوم ف التاني الامور كانت انتهت بس الفرق ان هنا الشارع مليان باللي بيشتبكوا مع قوات الجيش وورا في الميدان الميدان مش متقفل بالناس الميدان في شبه حركة مرور عادية الميدان لو اتقفل هو مش مليان على اخره كما كان عليه من كام اسبوع وتمر الايام ويعملوا مذبحة بورسعيد وتحصل اشتباكات محمد محمود ومنصور التانية اللي تعتبر اخف اشتباكات ممكن تكون حصلت لان الشارع جوا كان شبه مليان ولكن الميدان برة عادي جداً والناس بتتحرك فيه بشكل عادي يعني حتى مش شبه مقفول لا ده كل الامور اللي فيه ماشية بشكل عادي وسليم وزي الفل ومفيش اي قلق ولكن تخش شارع محمد محمود ولا شارع منصور مكان غير المكان ريحة غير الريحة الكلام ده كله يعني اخف رد فعل.
نيجي بقى على اخر اشتباكات حصلت لحد كتابة هذه السطور وهي العباسية , الجيش يقعد يظبط حاجة تبقى فخ للثوار عشان يوقعهم فيه وهوب يقوم يخترع كام مظاهرة تروح ناحية وزارة الدفاع ويبدأ بقى الشغل بتاعه يطلع ناس تهجم على اللي ف المحلات وتسرقهم وتبلطج عليهم فيكرهوا الثورة والثوار واول ما يبدأ الضرب تاني يوم محدش يفتح بقه ولا يقول كلمة لانهم وصلوا اللي حواليهم لحالة رفض تامة للناس المعتصمة في العباسية حالياً .
ممكن نقول ان الاشتباكات ديه كلها كانت معمولة ليه ؟
اقولك انا ليه : دلوقتي  هما كانوا بيعلموا رصد لكل حاجة في الشارع المصري فبمجرد ما يلاقوا ان في حالة غضب اتجاه السلطة والشرطة والجيش والكلام ده يقوموا عامليين اشتباك فتبقى انت فرغت حالة الغضب اللي عندك اول باول ويعمل كام حركة كدة في النص من الحركات الواطية بتاعة كل مرة  فالناس ترفض هؤلاء اللي عامليين اشتباكات ويبدأ يورطهم في مشاكل مع الناس وزي ما قلتلكم هما بيتخلصوا من اي غضب ممكن يحصل ضدهم في المستقبل بانهم يطلعوه في صورة اشتباكات متقطعة وتبقى قياس لدرجة رد الفعل بحيث انه يبقى عارف هو بيتصرف ازاي وايه اللي يضايق الناس وازاي يخليه ميضايقهمش الكلام ده كله , يعني برضوا الاشتباكات ديه فيلم هندي .
بعد كدة نخش على الانتخابات :
المفروض ان لما تقوم ثورة الدستور بيقع مع النظام ولكن احنا بقى لا خلونا نعمل استفتاء على التعديلات الدستورية مع ان في كل الاحوال هيتعمل دستور جديد ولكن كانت الفكرة ان الجيش بيشوف الناس هتتصرف ازاي وهيبقى ايه رد فعلها وتصرفاتها من خلال الاستفتاء اللي بسبب حشد الاسلاميين له للتصويت بنعم فيه كانت النتيجة باغلبية لصالح نعم (علماً اصلاً بان اغلب اللي صوتوا بنعم مكنوش عارفيين الفرق او مش عارفيين ايه اللي بيحصل او هما رايحيين علشان يعملوا ايه وايه هي الاستفادة اللي هتقع عليهم نتيجة للاستفتاء ده ).
وبعد كدة بقى نروح لانتخابات البرطمان واللي سيطر عليها الاسلاميين واللي بيها بدأت نهايتهم تتكتب , عمل الجيش اجتماعاته عشان يقعد بقى ينظم الامور واتفقوا في الاول ان الامور تبقى كما هي وبعد كدة خلوها نص قايمة ونص فردي وبعد كدة تلتين قايمة وتلت فردي , وحصلت الانتخابات وناس  كتير راحت بس علشان الغرامة وطبعاً ديه كانت مسخرة , في ناس راحت صوتت لحزب الحرية والعدالة عشان مش عاوزيين الاخوان وناس صوتت للميزان علشان برضوا مش عاوزيين الاخوان وناس تانيين صوتوا لحزب النور عشان هما ضد التطرف المتمثل في الاخوان وحزبهم وانتهت الانتخابات والناس شافت النتيحة من اول يوم في مجلس الشعب وكان ده طبعاً له تأثير ابن كلب على انتخابات مجلس الشورى اللي الناس قاطعتها تقريباً وعدد قليل اوي اللي راح صوت لان الناس زهقت وقرفت , وتمشي الايام والاسابيع والشهور ونخش على انتخابات الرئاسة اللي اصلاً متظبطة باوامر امريكية حسب اللي عاوزاه امريكا وهي اصلاً مش فارق معاها مين اللي هيجي لان كله هيبقى طراطير وسواء شفيق او مرسي فالاتنين لا خلاف بينهم وبين الامريكان طالما هيبقوا شطار ويسمعوا الكلام .
يعني برضوا فيلم هندي .
شفيق يجي يقول ان الثورة اتسرقت وهو هيرجعها يبقى برضوا ده فيلم هندي .
وتلاقي الناس مصدقة ان حصلت ف مصر ثورة وان الجيش حماها ومش عارفيين ان ده فيلم هندي .
كل حاجة بتحصل من يوم 25 يناير عبارة عن فيلم هندي , حاجة مضروبة مش بجد متفهمش مين صح ومين غلط او يمكن الاتنين صح او الاتنين غلط متفهمش تقف مع مين ف وش مين قوى ثورية فاكرة الاخوان جزء من الثورة وناس تانية بتستغرب الناس ليه مش بتتحرك معاهم وبتتفاعل وبتشارك في الميدان وبينسوا انهم مشتغلوش معاهم قبل ما ينزلوا لدرجة اما بقوا كل واحد منهم في واد غير التاني
فعلاً احنا في فيلم هندي
علاء الشرقاوي

هناك تعليق واحد: