الأربعاء، 29 مايو 2013

حول حملة تمرد


حول حملة تمرد
أختفيت الفترة اللي فاتت شوية من على المدونة نتيجة لظروفي ولأني كنت قرفان وتقريباً مش ببطل شتيمة وانا مش بفضل أني أشتم على المدونة.
ما علينا , المهم في الفترة اللي فاتت بدأت تصعد حملة ما تسمى "تمرد" تسعى الحملة حسب ما أعلن مؤسسي الحملة لجمع 15 مليون توقيعاً ضد محمد مرسي لسحب الثقة منه وقيام أنتخابات رئاسية مبكرة, معتقدين أن بذلك يكون التمرد وبذلك يكون أنتهاء النظام الحالي وبناء نظام جديد يحقق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية!!

كل هذا جيد , ولكن منذ متى أصبح التمرد بملئ استمارة وجمع 15 مليون توقيع؟
ام أننا أدمنا البرتقال الأوكراني والتحركات البرتقالية (نسبة للثورة البرتقالية)؟؟؟
المشكلة الكبرى هي غياب الوعي والرؤية, فعندما تحرك المواطنون المصريون في 25 يناير عام 2011 تحركاً عفوياً أدى إلى اصدار امريكا الاوامر برحيل رأس النظام مبارك وبعض من رجاله للمحافظة على النظام ووضع رأس مؤقت اسمه المجلس العسكري حتى تصعيد رأس جديد يتحرك به النظام فيما بعد.
وبالفعل صعد الرأس الجديد وهو رأس جماعة الأخوان المسلمين.
ويرى اعضاء تمرد أن النظام الحالي يختلف عن النظام السابق وما بينهم هو تشابه ليس أكثر ولم يعلموا أن النظام هو بالسياسات وليس بأشخاص كما يعتقد قطاع كبير من المصريين.
الحملة مرحب بها من الشعب المصري ومن الفئات الفقيرة تحديداً وهذا يدل على أن الفئات المقهورة تحديداً أصبحت الأن تكره الأخون أكثر وأكثر وأنفضحت جماعة الأخوان أكثر فأكثر أمام الشعب المصري (وهذا يدل أيضاً على أن تحليلي منذ عام في فترة الأنتخابات الرئاسية بخصوص أن فوز محمد مرسي سيفضح جماعة الاخوان كان صحيحاً).
الفئات المقهورة بدأت تتحرك الأن نوعاً ما وهذا جيد جداً ولكن ما هي نتيجة هذا التحرك؟ ما هي نتيجة؟؟
الأزمة الرئيسية أن المعارضة تعتقد أنها أزالت مبارك او كما يقولوا (نظام مبارك) بأعتصام لمدة 18 يوم في ميدان التحرير بالقاهرة ومهد لهذا الاعتصام جمع توقيعات بيان التغيير, فاعتقدوان ان هذه الطريقة تجوز أيضاً مع جماعة الأخوان المسلمين ورئيسها.
ولكن للأسف هذا الكلام خاطئ تماماً , فلقد رحل مبارك وحرسه لسبب بسيط وهو خوف أمريكا على نظامها بعد بداية توسع الاحتجاجات ودخول العمال والشرائح الفقيرة داخل هذه الاحتجاجات مما كان سيؤدي بالضرورة إلى تعميق الأنتفاضة العفوية أكثر وأكثر وضم اليها الشرائح المقهورة من الشعب وتتحول لثورة حقيقية منظمة تقضي على النظام العميل الذي بدأه السادات في السبعينيات واستكمله مبارك بالكامل.
والأن النظام يسير في تطبيق باقي سياساته واستمرار الانبطاح لأمريكا ولكن برأس جديد ووجه له لحية وبه سواك ويرتي الجلباب ويتكلم في الدين.
ولنا أن نسأل في أمر جمع التوقيعات ما هي النتيجة بعد أن يتم جمع 15 مليون توقيع؟؟ فلنفترض ان ال15 مليون توقيع الأن موجودين فما هي النتيجة ؟
وحتى إذا تمت الأنتخابات الرئاسية المبكرة فما هي النتيجة؟ فالنظام سيظل مستمراً وما سيوقفه هو الثورة الشعبية الحقيقية ليس جمع توقيعات.
نعم الفئات المقهورة من الشعب بدأت تتحرك الأن وتقف ضد محمد مرسي وجماعة الأخوان متخلصة من السيطرة الدينية التي كانت تسيطر عليهم وتجعلهم يتحركون معهم .
ولكن بعد وصول التوقيعات ل15 مليوناً (وهو أمر من الممكن أن يحدث بالطبع) وإذا وافق مرسي على حدوث أنتخابات رئاسية مبكرة كما تريدوا ما هي النتيجة ؟ سيظل أيضاً النظام مستمراً ولكن برأس جديد يختلف عن الموجود حالياً وهذا سيضعف الجماهير مجدداً ليعودوا من جديد في حالة من اللامبالة التي كانت لديهم قبل أن تنفضح جماعة الأخوان المسلمين ورجلها في السلطة محمد مرسي.
ومن الطبيعي نتيجة لتحليلهم الخاطئ فإنهم لا يروا مشكلة في التحالف مع رجال مبارك من الحرس القديم لكي يعاونوهم في الوقوف ضد مرسي وفي جمع التوقيعات ضده بحكم ان الاثنين يختلفوا عن بعضهم حسب تحليل حملة تمرد.
انا مش مع مرسي ولكني عاوز ان المرة ديه تكون نهاية النظام بالكامل مش نهاية لرأس النظام فقط كما حدث أنا عاوز الناس تحس بجد باللي بيحصل مش اننا نختصر النظام في محمد مرسي وجماعة الاخوان, الأمر أكبر من كدة بكتير
تحياتي
وللحديث بقية
علاء الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق