السبت، 26 مايو 2012

قرائة في نتائج الانتخابات الرئاسية المعلنة حتى الان .


قرائة في نتائج الانتخابات الرئاسية المعلنة حتى الان .
بداية : اوجه التحية لكل من قاطعوا الانتخابات والذين يمثلون اغلبية الشعب المصري, فمن شاركوا فقط كانوا لا يتعدوا 41% وكان النصر لصالح المقاطعة .
من وجهة نظري كمنتمي لليسار المصري  فإن الامور تسير في اتجاه قيام الثورة الاشتراكية الحقيقية , فبالرغم من انني كنت اعمل في الشارع في الفترة الماضية على المقاطعة   وهو ما حدث فعلاً من اغلب الشعب , إلا ان المرشحين المحسوبين على اليسار(حمدين صباحي, خالد علي, هشام البسطاويسي, ابو العز الحريري) قد ساعدونا على النزل للشارع والعمل به , ومن ناحية اخرى فإنه ليس من مصلحة اليسار المصري(الثوري تحديداً ) فوز مرشح محسوب على اليسار . لماذا؟؟ لقد سار اليسار الثوري في مصر عدة خطوات إلى الامام ويحاول الان ان يفوق مما حدث له في الفترة السابقة بسبب يسار اواخرالسبعينيات والثمانينات  الذين لم يكن لهم اي عمل حقيقي في الشارع المصري , وبوجود رئيس محسوب على اليسار وهو بدون صلاحيات واضحة حتى الان , وبالتالي فسيكون وكما نقولها بالعامية المصرية (طرطور) , اي لا لزمة له . وسيكون ذلك بالطبع محسوباً على اليسار زبالتالي سيكون اليسار من وجهة نظر الشارع المصري (يسار طراطير ) ومن المستحيل التقدم خطوة واحدة وقتها . وحيث انه لن يفعل اي تغيير حقيقي يلمسه المواطن المصري فسيكون بالنسبة للمواطن المصري اليسار مثله مثل اليمين ولا فرق بينهم نهائياً  , اي الاشتراكية مثل الرأسمالية , وسيجد انه لا فرق ولا يوجد تغيير وبالتالي فمجرد محاولة اليسار المصري (الثوري) بعد ذلك في النزول إلى الشارع ستكون محاولة فاشلة حيث سيقول الشعب المصري التالي:"نا احنا جربنا الاشتراكية خلاص وطلعوا فاشليين ومعملوش تغيير ". فمن مصلحة اليسار الثوري المصري فوز مرشح ينتمي إلى اليمين وتحديداً مرشح الاخوان (محمد مرسي) حيث بفوزه ستكون النهاية لجماعة الاخوان المسلميين ولمشرع المتأسلميين عموماً , حيث ان سيره في خط تحرير الاقتصاد , وخصخصة التعليم , وبالتالي تشريد العديد من العمال وحرمان الكثير من الطلاب من حقهم في التعليم لمجرد انهم فقراء .  وأيضاً ارتفاع في الاسعار لن يتحمله المواطن المصري , وبالتالي حالة غضب واسعة ضد جماعة الاخوان المسلميين ومشروعهم والمشروع الرأسمالي عموماً على اختلاف اشكله سواء كان بستار الدين الاسلامي او تحت ستار الحريات الليبرالية المزيفة, التي تدعي الحرية وهي حرية الاستعباد والاستغلال وحرية الرأسمالية والجشع وتمنع الفقراء من اخذ ابسط حقوقهم وإذا اعطت لهم شيئاً فيكون الفتات من حقوقهم وليس حقهم كامل .
اما في حالة فوز المرشح الاخر (احمد شفيق) لاقدر الله , فسنعود مرة اخرى إلى المربع الذي كنا فيه في مرحلة يناير وفبراير 2011. حيث وقتها كانت جماعة الاخوان المسلمين داخل السجون , بالفعل لم يحدث اي تغيير حقيقي حتى الان ولكن في الفترة الماضية قد حدث تعرية لجماعة الاخوان المسلميين , وحالة من الوعي بدأت في الشارع المصري وتستمر إلى الان , ولكن توجد بعض الحركات مدعية الثورية لا تزال تحتفظ بأكبر قدر من السذاجة , وتعتبر جماعة الاخوان المسلمين جزء لا يتجزأ من الثورة وأنها قوة ثورية تهدف إلى استكمال الثورة وانتصارها وتحقيق اهدافها  وينظرون للقوى السلفية نفس النظرة , وينسوا ما فعلوه من طعنات للثورة ن الخلف بعد يوم 11 فبراير 2011 حتى الان , ولعل ابرز هذه القوى الثورية الساذجة من نزلوا يوم 25 يناير 2012 يطالبون بتسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب  ذو الاغلبية المتأسلمة المعادية للثورة , ومن بعدها يوم 20 ابريل 2012 مع جماعة الاخوان من اجل ما سموه وحدة الصف والتي ساتغلها الاخوان لكي يرى المجلس العسكري قوتهم في الحشد (استعراض عضلات ) , ومن بعدها في العباسية غير دارسيين لما فعله الاخوان على مدار الفترة الماضية كلها , وبالتأكيد في حالة فوز شفيق سيتجه الاخوان لميدان التحرير الذي يعتبرونه أحتياطي لهم بلجأون إليه للضغط ويتضامن معهم القوى الثورية الساذجة واحياناً تشرك معهم قوى ثورية اقل سذاجة ولكن تقف خارج الميدان في محاولة بعد عن الاشتباك مع اعداء الثورة غير متعلميين وغير أخذين للخبرة التي تتراكم منذ عام ونصف العام , وبالتالي فسوف نعود إلى المربع القديم مربع الكفاح من اجل التخلص من سلطة شفيق وهذا يترتب عليه نسيان كل ما فعله الاخوان ومرة اخرى يعودوا ليستغلوا الانتفاضة في تحقيق مكاسب شخصية لهم عن طريق استغلال من حولهم وعن طريق الحشد باستخدام الدين الذي يفعله الاخوان ولكن وقتها علينا ان ننسى ان هناك شئ حقيقي سيتغير وسنبقى مثل الذي يدور في دائرة واحدة وكل مرة يصل مرة اخرى للنقطة الماضية .
وما العمل ماذا نحن فاعلون ؟؟؟
المفروض اننا ننتظر ونستمر في المقاطعة ولكن من وجهة نظري ان من مصلحة اليسار الثوري فوز محمد مرسي فذلك يضمن نهاية الاخوان والمشروع الرأسمالي كله وسقوطهم في الشارع ونهاية التأثير الديني المتسبب لما نحن فيه الان .
ولكن هل من الممكن ان يقع الاخوان وحدهم ؟؟
بالتأكيد لا . هكم اجل أن يقعوا لابد من عمل جاد ومن نار لليسار الثوري في الشارع وتثقيف وتوعية وتعريف بالبديل الثوري حتى نتمكن من انجاز ثورة اشتراكية تنهي حكم الاخوان والنظام الرأسمالي كله , ف الاخوان بفوزهم سيكونلا قد تم قطع نصف المسافة من اجل نهايتهم . واهم شئ علينا ان نسير فيه هو عدم التحالف مع القوى الليبرالية والتي تؤدي إلى تمييع الخطاب ولن تساعدنا على انجاز التغيير الحقيقي المنشود .
وإلى اللقاء في مقالات اخرى لزيادة التوضيح
علاء الشرقاوي 

هناك تعليقان (2):

  1. المجمـوعـات اللـي صوتت لـ الزفت احمد شفيق " أضرت بـ مصـر " و ما حفظت دمـ شهـداء التحرير .. !! فلـول و رشاوي و بلطـجة ! النظام السابق ما زال قائم .. يعنـي بعد كـل هالحفلـة و طبعا خلص صارت الإنتخابات واقعـة .. بنرجع بنحكي ,, لازم الثورة إستمرت لإنه راس الهرم الـلـي وقـع بس !! عملية المقاطعة لازم تزامنة مع البقاء الفعلي في الشارع رفيقي ! محمود البرغوثي

    ردحذف
  2. بالتأكيد المقاطعة هي الحل الان ولكن من مصلحتنا فوز مرسي عشان نقدر نشتغل ف الشارع ولا جدال ان حملات حمدين وخالد وابو العز والبسطاويسي بتمهد لنا الطريق للعمل الحقيقي في الشارع المصري.
    والان الشارع بدأ يتقبل فكرة اليسار اكثر مما سبق بكثير

    ردحذف